الجمعة، 5 يوليو 2013

ر مضانيات (3)

عود للحديث عن المقصود بقوله تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185} البقرة.

 

وسيشمل الحديث ثلاث نقاط هي:

((1)) إعادة قراءة الآيات للوصول للمعنى

راجياً من القراء أن يشاركوا في التمعن بالآيات بتركيز وينسوا كلام رجال دينهم الذين يحفظون كلاماً موروثاً دون أن يفكروا بما يقول ودون أن يتعبوا أنفسهم بتدبر الآية ودون أن يضعوا أي احتمال لأن ما حفظوه ونقلوه قد لا يكون صحيحاً.

تقول السورة: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ"

الصوم يكون لأيام شهر رمضان.. هذا هو الأصل.

لكن هناك استثناء تبينه السورة: " فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184}.

فالمريض أو من هو على سفر فيباح له ألا يصوم طوال أيام المرض أو الأيام التي يكون فيها على سفر، على أن يصوم هذه الأيام في وقت لاحق.

والحديث في الآية 184 عن قضاء الأيام التي لم يصمها في رمضان بسبب المرض أو كونه على سفر وليس عن صيام الأصل (أيام رمضان) وهذه النقطة مهمة جداً.

لأن قوله تعالى: " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ" تخاطب من لم يصم أيام رمضان بسبب المرض أو كونه على سفر، فهم مخيرون بين الصيام أياماً بديلة، أو فدية عن كل يوم صوم إطعام مسكين.

فالفدية لا علاقة لها بصيام أيام رمضان، ولكنها لمن فاته صيام رمضان بعذر المرض أو السفر.

 

((2)) " فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ"

المقصود هنا زيادة الفدية فالقرآن هنا أعطى حد أدنى كفدية عن صيام اليوم بإطعام مسكين وكل من يزيد فهو خير له.

 

((3)) نقطة أخيرة

كل من يفطر في رمضان عليه أن يكمل عدة الشهر ثلاثين يوماً ولو كان في تلك السنة تسعة وعشرين: " وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ".

وإلى لقاء آخر بعون الله

ليست هناك تعليقات: